اغتيال السفير الروسي في تركيا: أهي لعبة قدر أم لعبة بشر...؟
![](https://static.wixstatic.com/media/0004ec_637936b994d14e29a8b20c8d430ca30e~mv2.jpg/v1/fill/w_960,h_960,al_c,q_85,enc_auto/0004ec_637936b994d14e29a8b20c8d430ca30e~mv2.jpg)
اهتز الرأي العام العالمي في الآونة الأخيرة عقب اغتيال السفير الروسي في تركيا على يد أحد عناصر الأمن التركي. و حسب ما جاءت به تصريحات شهود العيان , فان الشاب ذو 22 ربيعا قد أصاب السفير " اندريه ماركوف" برصاصة على مستوى الظهر, الشيء الذي أودى بحياة هذا الأخير. كما أضاف الحاضرون بأن القاتل وبمجرد تنفيذه للعملية, بدأ يصرخ " الله أكبر" إلى جانب عدة عبارات تارة بلغة عربية ركيكة و تارة باللغة التركية , مفادها أن ما أقدم عليه هو بمثابة ثأر للشعب السوري , و تهديد لكل من سولت له نفسه أن يِؤيد الشتات و الدمار الذي يعيشه عالمنا العربي.
في غياب تصريحات دقيقة عن آخر ما جدت به عملية البحث , صرح وزير الداخلية التركي بان التحقيق ما زال مستمرا ’ و انه قد وصل إلى مراحل و حقائق جد متقدمة, رافضا بأن يعطي أي تصريحات إضافية نظرا لخطورتها. و في نفس السياق, صرح الرئيس الروسي " فلاديمير بوتين" بأن ما وقع يعتبر هجوما مباشرا ضد روسيا , مستبعدا كون القاتل قد خطط للعملية بمفرده , خاصة و أن التحقيقات أبانت عن علاقة تجمعه بالداعية التركي المنفي "فتح الله غولان".بل و أبعد من ذلك, فهناك من ربطه بتنظيم الدولة الإسلامية " داعش" خاصة و أن العبارات التهديدية التي كان يرددها بعد تنفيذه لعملية الاغتيال , تشبه و لحد ما القسم الشهير ل"أسامة بن لادن". و تبقى المفاجأة الكبيرة تتجلى في كون أن القاتل سبق وأن شارك في حرب حلب, و قاتل بكل شراسة و حدة ضد الجنود السوريين, الشيء الذي أحدث تغييرا جذريا في نفسيته.
بعيدا عن تضارب الآراء , و عن المغالطات التي تنقلها وسائل الإعلام الفاسدة, وجب التفكير مطولا في جميع حيثيات الموضوع , بما في ذلك الإطار الزمكاني للعملية , قبل التسرع و إصدار أي حكم. و لعل الأمر الأكثر بديهية يتجلى في كون العلاقة الروسية-التركية تعيش حاليا فترة نقاهة بعد توتر حاد تلا إسقاط تركيا لطائرة حربية روسية بتاريخ 24 نونبر 2015. كما أن عملية الاغتيال هته جاءت وسط المفاوضات التي جمعت كلا من روسيا و تركيا حول ضرورة وقف إطلاق النار في سوريا و الانتقال للعملية السياسية, و التي انتهت بقرار إخراج المدنيين من المدينة المحاصرة.
بل أكثر من ذلك, فالفترة الزمنية لوقوع الحادث تعتبر فترة حرجة و تقريرية لمصير سوريا , خاصة و أن النقاشات جارية بين أعضاء مجلس الأمن بخصوص إرسال مراقبين دوليين لمتابعة سير عملية الإجلاء منها.
و مما يجعل القضية أكثر تعقيدا, و يقلب الأمور رأسا على عقب , كون أن الواقعة أتت قبل قمة روسية تركية إيرانية بيوم واحد,هذه القمة التي من المفترض أن يناقش فيها وزراء الخارجية و الدفاع موضوع حلب, و ما آلت إليه الأمور مؤخرا.
لكل هذه الأسباب , يمكن القول بأن ما حصل ليس وليد الصدفة فحسب, بل أن الأمر يتعلق بشيء يحضر في الخفاء , لربما كان تمهيدا لحرب عالمية ثالثة أو على الأقل حربا ستجمع كبريات دول العالم.
و يبقى الأمر الذي يحز في النفس, و يدمي القلب هو وقوف العالم و خاصة العالم العربي وقفة وهن و ضعف , غير قادر على وقف هته المهزلة التي ذهب ضحيتها آلاف الأبرياء. فبعد أن كانت سوريا مفخرة عربية يضرب بها المثل, أصبحت بين ليلة و ضحاها خرابا في خراب